عند تناول الطعام فان الجسم سوف يحطم الطعام الذي يتناوله الشخص إلى العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم وسوف يحصل الجسم على الكربوهيدرات التي تتفكك وتتحلل بشكل تدريجي وتنتج عن عملية التفكك والتحلل هذه مجموعة من السكريات (كربوهيدرات ) يتم امتصاصها في الدورة الدموية.
تحتوي البنكرياس على خلايا تسمى (خلايا بيتا) التي تقوم بإفراز هرمون (الإنسولين) الذي يعتبر جسر أساسي لدخول جزيئات السكر الجلوكوز إلى داخل العضلات حيث يتم استعماله كمصدر للطاقة، وإلى أنسجة الدهن والكبد حيث يتم تخزينه. وعند وجود مشاكل في انتاج هرمون الانسولين الذي ينتجه البنكرياس يرتفع مستوى السكر في الدم.
وهناك نوع آخر من الخلايا توجد في البنكرياس تسمى (خلايا الفا) التي بدورها تُفرز هُرمون آخر يدعى (الغلوكاغون)، هذا الهرمون يسبب إخراج السكر من الكبد وينشّط عمل هُرمونات أخرى تعيق عمل الإنسولين.
تقل كمية الإنسولين المفرزة بشكل تدريجي عند اصابة خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس بالضرر ، وإن كمية الإنسولين القليلة ومستوى الفاعلية المنخفض، يؤدي إلى انحراف عن المستوى السليم للجلوكوز (السكر) في الدم، وفي هذه الحالة نقول إن الشخص مصاب بمرض السكري (Diabetes).
النّسبة العالمية للإصابة بمرض السّكري بين البالغين الذين تجاوزت أعمارهم 18 عامًا ارتفعت من 4.7% عام 1980م إلى 8.5% عام 2014م.
انواع مرض السكري
النوع الاول
يكون هذا النوع من السكري أكثر شيوعًا لدى الأطفال، والمراهقين، والبالغين في بداية مرحلة الشباب، وفي الحقيقة لا يُعرف السّبب الدقيق للإصابة بهذا النّوع من السّكري، ولكن
المعروف هو أن الجهاز المناعي الذي يحارب عادةً البكتيريا الضارة والفيروسات — يهاجم خلايا إنتاج الأنسولين في البنكرياس ويدمرها. وهذا يجعل الجسم لا يحتوى على الأنسولين أو يحتوي على نسبة بسيطة منه. وبدلاً من الانتقال إلى الخلايا، يتراكم السكر في مجرى الدم.
النوع الثاني
في هذا النوع تُصبِح الخلايا مقاوِمة لفعل الأنسولين، ويكون البنكرياس غير قادر على إنتاج القدر الكافي من الأنسولين للتغلُّب على هذه المقاومة. وبدلًا من انتقال السكر إلى الخلايا التي تحتاجه للحصول على الطاقة، يتراكم السكر في مجرى الدم.
لا يُعرف السّبب الدقيقة لحدوث النّوع الثاني من السّكري، إلّا أنّه يُعتقد بأنّ العوامل البيئية والجينية لها دورٌ في ذلك، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ السّمنة لها تأثير كبير في زيادة احتمالية الإصابة بهذا النّوع من السّكري، ولكن لا يعني الأمر أنّ كل شخص مُصاب بالنّوع الثاني من السّكري يُعاني من وزنٍ زائد.
سكري الحمل
في فترة الحمل، تنتج المشيمة هرمونات تساعد الحمل وتدعمه، هذه الهرمونات تجعل الخلايا أشدّ مقاومة للإنسولين.
في المراحل المتوسطة والاخيرة من الحمل، تكبر المشيمة وتنتج كميات كبيرة من هذه الهرمونات التي تعسّر عمل الإنسولين وتجعله أكثر صعوبة.
عادتاً يفرز البنكرياس المزيد من الأنسولين للتغلب على هذه المقاومة،
لكن البنكرياس يعجز، أحيانا، عن مواكبة الوتيرة، مما يؤدي إلى وصول كمية قليلة جدا من السكر (الجلوكوز) إلى الخلايا، بينما تتجمع وتتراكم كمية كبيرة منه في الدورة الدموية. وهكذا يتكون سكري الحمل (السكري أثناء فترة الحمل).
اعراض مرض السكري
بشكل عام تكون اعراض النوع الأول والثاني أعراضًا مُتشابهة إلى حدٍّ ما عند حدوث ارتفاع ملحوظ في مستوى سكّر الدم واهم هذه الاعراض:
١) كثرة التبول.
٢) زيادة الشعور بالجوع والعطش.
٣) عدم وضوح الرؤية.
٤) التعب والوهن.
٥) شفاء الجروح ببطء.
٦) انخفاض القدرة على التحمّل أثناء ممارسة التمارين الرياضيّة.
اسباب مرض السكري
السكري من النوع الاول لم يتم تحديد السبب الاساسي وراء الاصابة به حتى الان.
أما النوع الثاني فقد تكون أبرز أسبابه:
١) الوراثة وتلعب دور كبير وأساسي في زيادة خطر الاصابة بالسكري وخاصة من النوع الثاني.
٢) اتباع نظام غذائي غير صحي وعدم ممارسة النشاط البدني.
٣) السمنة والوزن الزائد.
مضاعفات مرض السكري
تَتطور مضاعفات مرض السكري على المدى الطويل تدريجيًا. كلما طالت فترة الإصابة بمرض السكري - وكان معدل السكر في الدم أقل - زاد خطر حدوث مضاعفات. وبالنهاية، قد تُؤدي مضاعفات مرض السكري إلى الإعاقة أو تهدد الحياة. تتضمن المضاعفات المحتملة ما يلي:
مرض قلبي وعائي
ضرر في الأعصاب
ضرر في الكليتين
ضرر في العينين
ضرر في كفتي القدمين
أمراض في الجلد وفي الفم
مشاكل في العظام وفي المفاصل
الوقاية
تناوَل الأطعمة الصحية.
مارس المزيد من الأنشطة البدنية.
افقد الوزن الزائد.
علاج مرض السكري
اولاً) العلاج عن طريق الفم ويشمل:
الميتفورمين (Metformin)
السولفانيل-أوريا (Sulfonylurea)
الثيازوليدينيديونز (thiazolidinediones)
ميجليتينيد (Meglitinides)
مثبّطات ألفا-جلوكوزيداز (Alpha-glucosidase inhibitors)
مثبّطات دي بي بي 4 (DPP-IV inhibitors)
أدوية الـ GLP-1
ثانياً) العلاج عن طريق الحقن ويشمل:
١) الانسولين.
٢) البراملينيتيد (Pramlintide): بشكل عام يعطى بواسطة حقن مرافقة للانسولين.